المهندس المغربي عبد السلام العراقي صاحب السيارة الرياضية العربية الوحيدة، و مبدع يخوت ملكية اثارت انتباه ملوك و أمراء من دول الخليج و أثرياء بأوروبا، رغم التجاهل الإعلامي الذي لا يزال يطال إنجازات هذا الشاب منذ أن توقف مصنعه بالدار البيضاء سنة 2008 لأسباب لا تزال مجهولة.عبد السلام الذي حصل على شواهد و ديبلومات عليا من كل من ألمانيا و إيطاليا و فرنسا و سويسرا، راودته مبكرا فكرة تصميم سيارة رياضية خارقة، يضاهي بها النماذج الراقية مثل اللمبورغيني و غيرها، و هو ما تأتى له سنة 2002
حين تمكن من صناعة أول سيارة عربية رياضية عالية التقنية، أثارت انتباه و فضول زوار معرض جنيف الدولي الـ 72 للسيارات، ليس فقط لما تتميز به سيارة "فولغورا" – معناها بالإيطالية البرق - من خصائص تزاحم بها بقية السيارات الرياضية في ميزاتها، بل بسبب البلد الذي تمثله أيضا في هذا المعرض و هو المغرب، ما علق عليه عبد السلام حينها لـجريدة "الشرق الأوسط" قائلا: "يأتي هذا العمل الى الغرب مثبتاً ان العقل العربي ما زال سليماً معافى بالرغم مما نوصم به من تأخر وبانتمائنا الى العالم النامي، غير ان الابداع لا يعترف بالحدود".يبدأ سعر سيارة الفولغورا إلى نصف مليون دولار ، و يتم تصنيعها بالطلب، حيث تمكنت من كسب ثقة نجوم من هوليود و أمراء خليجيين في السنة الأولى من ظهورها، ما شجع عبد السلام إلى مزيد من التطوير و البحث، الأمر الذي أثمر نموذجا جديدا سنة 2005 إسمه "البراق" تم عرضها في معرض جنيف في نفس السنة 2005 لتبدأ مشاكل عبد السلام العراقي مع الممولين و شركات الصناعة العالمية التي حاولت تضييق الخناق عليه، بسبب تصميمات و تقنيات "خيالية"
ظل ممتنعا عن الإفصاح عنها كما طالبته بذلك بعض الشركات أو بيع براءات اختراعه لها، ليتم بذاك تسجيل نهاية تجربة عربية فريدة من نوعها سنة 2008 مخلفا وراءه سيارتين لا زالت العديد من المواقع الأجنبية المتخصصة في أخبار الصناعة السيارتية تتداول صورها و خصائصها رغم توقف إنتاجها قبل 5 سنوات. بعد تجربته مع السيارات الرياضية، عاد العراقي إلى نقطة بدايته مع اليخوت الملكية الفارهة، فبعد أن أقنع مل البحرين بنماذجه و ابتاع منه نسخة لا زال يحتفظ بها، صمم العراقي نماذج جديدة عالية التقنية و الأداء و حازت على رضى المصنعين، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب جاذبية و انسيابية التصميمات المغربية. إلا أن العراقي عاد من جديد ليواجه مشكل تكلفة تصنيع هذه النماذج الباهض جدا، خاصة في ظل تقشف الصناعة الدولية و بحثها عن الأرخص لزبنائها، بسبب الأزمة المالية العالمية. لم يحظ العراقي بالاهتمام الاعلامي العربي اللازم، للترويج لمواهبه في التصميم، أو حتى تبني مشاريعه المتطورة و المتقدمة على كثير من نظيراتها الغربية، ليستمر في الاقتصار على مجهوداته الذاتية، متنقلا من بلد إلى بلد، و من مشروع إلى مشروع.
التالي
المشاركةالتالية
المشاركةالتالية
السابق
المشاركة السابقة
المشاركة السابقة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء